تفاصيل الكتاب
لقد ثبت للبشرية جمعاء أنه لا غنى لبعضها عن البعض الآخر ولا مناص من التعاون فيما بينهم فلا توجد أمة مهما كبر شأنها وعظمت مواردها تستطيع أن تحقق مصالحها ورفاهية شعبها إلا من خلال التعاون مع غيرها من الأمم، حيث ُ جربت العالم نتائجها الكارثية والتي لم تخلف إلا الدمار والشتات، فإن كان لابد القوة ورأ من هذا التواصل فكذلك كان بموازاته ضرورة لإيجاد أسلوب يؤمن هذا التواصل بشك ٍ ل فعال ومستمر. فبعد أن قضى الإنسان الجزء الأعظم من حياته في أطوار التوحش في ما يسمى بعصور ما قبل التأريخ والتي استغرقت نحو ٩٠ % من حياة الإنسان والتي تقدر بمليوني عام، دخلت البشرية في أخطر تجربة وامتحان لا تزال تعانيهما، بانتقالها إلى طور الحضارة الناضجة، وقد تحقق ذلك بانتقال سكان وادي الرافدين ووادي النيل من عصور ما قبل التأريخ في أواخر الألف الرابع قبل الميلاد .( إلى حياة الحضارة والمدنية( ١ لذلك فكان لاب ّ د من ظهور ما يمكن وصفها بوسائل اتصال وتنسيق و(تهدئة) تكون مهمتها معالجة الإشكالات التي تظهر بين الوحدات المدنية، فقد ظهر العمل القنصلي في بادئ الأمر لحماية الدول لمصالح مواطنيها في الخارج