تفاصيل الكتاب
١– في الجريمة بصفة عامة: الجريمة ظاهرة اجتماعية لازمت المجتمع منذ نشوئه تطول ما تعارف عليه من عادات وتقاليد وأفكار دينية، فتسبب بذلك ضررا أو تلوح بخطر، الأمر الذي تترتب عليه ردود أفعال بصرف النظر عن أشكالها، وقد يكون منها الجزاء الذي تعتقد الجماعة أنه رد الفعل المناسب والذي يرضي شعورها بالعدل. والجريمة من حيث الوصف القانوني، هي واقعة قانونية تتسم بالخطورة أيا كان نوعها واسمها وعنوانها في القانون الذي ينظمها، وأيا كانت المصلحة التي تطولها، خاصة أو عامة ومهما كانت طبيعتها. وعلى الرغم من الوصف القانوني، فلا يصح أن يعاقب مرتكب الجريمة فور وقوعها، إنما يتعين لذلك اتباع إجراءات معينة منصوص عليها سلفا في قانون اصطلح على تسميته بقانون أصول المحاكمات الجزائية، أو أي اسم للقانون الذي يخصه المشرع بتنظيم تلك الأصول الإجرائية. مفاد ذلك لزوم إثبات الجريمة وإسناد وقائعها إلى شخص معين، بما يترتب عليه القول إن السلطات المختصة يتعين عليها البحث عن الجريمة، مهما كان وصفها،